مكانة اليتيم في القرآن الكريم
إن الحمد لله نحمده سبحانه ونستعينه ونؤمن به ونتوكل عليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا إنه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وبعد : ـ يقول الحق سبحانه وتعالي في محكم آياته " وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنكُمْ وَأَنتُم مِّعْرِضُونَ " واليتم في بني آدم بفقد الأب ، وفي البهائم بفقد الأم
مكانة اليتيم في القرآن الكريم
1 ـ اهتم القرآن أعظم اهتمام باليتيم فقد قال سبحانه لنبيه " ألم يجدك يتيما فآوي " 2 ـ وجعل القرآن الكريم إهمال اليتيم آية وعلامة علي التكذيب بيوم الدين قال الله تعالي " أرأيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتيم " .
3 ـ وجعل الوصية به من الوصايا العشر التي لم تنسخ في ملة أو دين فقال الله تعالي " قل تعالو أتل ما حرم ربكم عليك ألا تشركو به شيئا وبالوالدين إحسانا ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعلقون ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتى هى أحسن حتي يبلغ أشده وأوفو الكيل والميزان بالقسط لا نكلف نفسا إلا وسعها وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربي وبعهد الله أوفوا ذلكم وصاكم به لعلكم تذكرون " والمتأمل في الأيات التي ذكرت الوصايا العشر يجد أن نهاية آية الوصية بالبيتيم " لعلكم تذكرون " إشارة إلي مدي نسياننا لهذا اليتيم !!! وشدد الله الحرمة علي من أكل مال اليتيم فقال الله تعالي " إن الذين يسأكلون أموال اليتامي ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا "
4 ـ
ونهي الله تعالي عن قهر اليتيم وظلمه قال الله تعالي " فأما اليتيم فلا تقهر " قال القرطبي في الجامع " ودلت الآية على اللطف باليتيم، وبره والإحسان إليه، حتى قال قتادة: كن لليتيم كالأب الرحيم. وروي عن أبي هريرة: " أن رجلاً شكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه، فقال: (إن أردت أن يلين، فامسح رأس اليتيم، وأطعم المسكين) " . وفي الصحيح عن أبي هريرة: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قالأنا وكافل اليتيم له أو لغيره كهاتين) . وأشار بالسبابة والوسطى " . و" من حديث ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن اليتيم إذا بكى اهتز لبكائه عرش الرحمن، فيقول الله تعالى لملائكته: يا ملائكتي، من ذا الذي أبكى هذا اليتيم الذي غيبت أباه في التراب، فتقول الملائكة ربنا أنت أعلم، فيقول الله تعالى لملائكته: يا ملائكتي، اشهدوا أن من أسكته وأرضاه؟ أن أرضيه يوم القيامة) . فكان ابن عمر إذا رأي يتيماً مسح برأسه، وأعطاه شيئاً." و" عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من ضم يتيماً فكان في نفقته، وكفاه مؤنته، كان له حجاباً من النار يوم القيامة، ومن مسح برأس يتيم كان له بكل شعرة حسنة) " .
ومن شدة اهتمام القرآن الكريم باليتيم والتوصية عليه في عهد النبي صلي الله عليه وسلم خاف كل من كان عنده يتيم يرعاه علي نفسه خوفا شديدا فكانوا يعزلون طعامه وشرابه عن طعامهم وشرابهم فأدي ذلك إلي فساد كثير من طعام اليتامي فسألوا رسول الله صلي الله عليه وسلم في ذلك ، فقد روى أبو داود و النسائي من حديث ابن عباس قال : لما أنزل الله تعالى : " ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن " [ الأنعام : 152 ] ، و " إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما " [ النساء : 10 ] ، انطلق من كان عنده يتيم فعزل طعامه فيحبس له ، حتى يأكله أو يفسد ، فاشتد ذلك عليهم ، فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى : يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ . فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاء اللّهُ لأعْنَتَكُمْ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ،" فخلطوا طعامهم بطعامه وشرابهم بشرابه ومن هنا يجوز أن نعمل في مال اليتيم وأن نتاجر فيه ما دام في ذلك مصلحة لليتيم قال أهل العلم وفي جواز خلط ماله بماله دلالة على جواز التصرف في ماله بالبيع والشراء إذا وافق الصلاح ، وجواز دفعه مضاربة ، إلى غير ذلك وقد قال الله تعالي " وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ
مكانة اليتيم في السنة النبوية المطهرة
وعن أبى موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "ما قعد يتيم مع قوم على قصعتهم فيقرب قصعتهم الشيطان" وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من ضم يتيماً من بين مسلمين إلى طعامه وشرابه حتى يغنيه الله عز وجل غفرت له ذنوبه البتة إلا أن يعمل عملاً لا يغفر ......... الحديث وفي الحديث : أحب بيوتكم إلى الله بيت فيه يتيم مكرم .(ضعيف) أراد بمحبة البيوت محبة ما يقع فيها من إكرام الأيتام وفيه حث على إكرام الأيتام وتحذير من إهانتهم وإذلالهم من غير موجب
وفي سنن ابن ماجه " خير بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يحسن إليه وشر بيت في المسلمين فيه اليتيم يساء إليه أنا و كافل اليتيم في الجنة هكذا . " . وفي رواية ( من أحسن إلى يتيم أو يتيمة كنت أنا وهو في الجنة كهاتين ) قال الحكيم : إنما فضل هذا على غيره من الأعمال لأن اليتيم قد فقد تربية أبيه وهي أعظم الأغذية لتعهده لمصالحه فإذا قبض اللّه أباه فهو الولي لذلك اليتيم في جميع أموره ليبتلي به عبيده لينظر أيهم يتولى ذلك فيكافئه والذي يكفل اليتيم يؤدي عن اللّه ما تكفل به فلذلك صار بالقرب منه في الجنة وليس في الجنة بقعة أشرف من بقعة بها سيدنا محمد وسائر الرسل صلى اللّه عليه وعليهم وسلم فإذا نال كافل اليتيم القرب من تلك البقعة فقد سعد جده وسما سعده ،
مكانة اليتيم في الأمم السابقة
وقال موسى عليه السلام يا رب أمت أبوي الصبي و من لا
حيلة له و تدعه هكذا قال يا موسى أما ترضى بي كافلا فاليتيم كافله خالقه لأنه قطع عنه من كان قيض له و طوى عنه أسبابه فمن مد يده إلى كفالته فانما ذلك عمل يعمله عن الله تعالى لا عن نفسه كما أن الرسل عليهم السلام يعملون عن الله تعالى يؤدون عنه حججه إلى خلقه و بيانه و هدايته و الذي يكفل اليتيم يؤدي عن الله تعالى ما تكفل به فلذلك صار بالقرب منه في الدرجة في ذلك الموقف و ليس في الجنة بقعة أروح و لا أطيب من البقعة التي يكون بها الرسل عليهم السلام
قال بعض العلماء ولد الرسول يتيما لئلا يكون عليه حق لمخلوق
وقيل لينظر الرسول إذا وصل مدارج عزه إلي أوائل أمره ليعلم أن العزيز من أعزه الله وأن قوته ليست من الأباء ولا الأمهات ولا من المال إنما قوته من الله تعالي
ولقد ضرب الصحابة أعظم صورة من صور العطف
ها هو أبو لبابة ذاك الصحابي التقي الورع يدعي يتيم لرسول الله أن أبا لبابة اغتصب منه نخلتين ويذهب الرسول إلي الأرض ليرى ويتأكد ويعلم أن النخلتين إنما هما لأبي لبابة فيحكم له فيبكي اليتيم فيؤثر ذلك علي مشاعر الرسول دون عقله وحكمه ولكنه يقول من يشتري النخلتين بعذق في الجنة فيقوم رجل من الصحابة اسمه أبا الدحداح ويقول يا رسول الله أشترى النخلتين بحديقة لي ففرح الرسول لهذا العرض وذهب أبا الدحداح إلي أبي لبابة وعرض عليه العرض فقال له أبا لبابة خذها فلا خير في نخلتين اشتكيت فيهما لرسول الله صلي الله عليه وسلم فذهب الرجل وقال لأبنائه دعوها فقد بعناها من الله بعذق في الجنة وصار يأخذ التمرات من يدي أولاده لأنها لم تصير من حقهم وفي غزوة أحد يتفقد الرسول القتلي فيجد بينهم أبا الدحداح فيقول وهو يبكي كم من عذق مدلل علي أبي الدحداح من الجنة باع تراب وشجيرات ونخيلات واشتري من الله الرضوان والجنات هكذا تعلم الصحابة الدرس جيدا . فماذا قدمت أنت لليتيم وماذا فعلت ؟؟؟؟؟؟؟ في هذا اليوم من كل عام نفكر في جديد لليتيم وفي هذا العام حصلنا علي قطعة أرض مساحتها أربعة آلاف متر مربع لنقيم عليها مستوصف لعلاج المرضي لصالح اليتيم وكذا مبني لكفالة اليتيم وكذا مدرسة لتعليم اليتيم ونحن نعرض ذلك من باب الدال علي الخير كفاعله يمكنك الذهاب إلي هناك ومتابعة الأعمال وتقديم يد العون والمتابعة وإرسال المساعدة عينا أو نقدا كلمني بعد الصلاة أكتب لكم العنوان إن شاء الله وإني داع فأمنوا ...........
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق