الجمعة، 5 مارس 2010

علم النفس الإداري

الإدارة أصبحت بمفهومها الحديث تستخدم مبادئ علم النفس في أغلب عملياتها ونشاطاتها فتستخدم في عمليات اتخاذ القرار، ورسم وتنفيذ ومتابعة وتقييم خططها واختيار العاملين المناسبين في فروعها وكذلك في توزيع الأعمال والمسؤوليات على هؤلاء العاملين وتوجيههم عند تأديتهم لأعمالهم ورفع معنوياتهم وزيادة مشاركتهم في العمل ورضاهم عنه وتكيفهم معه وزيادة إنتاجهم وتدريبهم أثناء الخدمة من أجل زيادة كفايتهم وتحسين أدائهم واستطلاع آرائهم ووجهات نظرهم عن العمل.
"علم النفس الإداري"
علم يهتم بدارسة السلوك البشري وبتطبيق المبادئ النفسية في مجال الإدارة والذي يعتبر من أحدث العلوم النفسية، حيث أنه لم يحقق استقلاله بعد عن بقية العلوم النفسية إلا مؤخراً نسبياً.


بعبارة أخرى نقول إن علم النفس الإداري هو ذاك العلم الذي يحاول تطبيق مبادئ وقوانين ومنهج علم النفس العام في مجال الإدارة على الموظفين والعاملين والمشرفين في مجال الإدارة ويحاول بالتالي الإجابة عن التساؤلات ذات العلاقة بالسلوك الذي يتبعه العاملون في الشركات والمؤسسات المختلفة ويساعد على توجيه وقيادة هؤلاء العاملين، بما يعرفهم بأنفسهم وبإمكاناتهم ويساعدهم على الاختيار الحكيم لوظائفهم وأعمالهم ويضعهم في الوظائف والأعمال المناسبة لإمكاناتهم ومؤهلاتهم وخبراتهم ويرفع من معنوياتهم ويزيد من كفاءتهم وإنتاجهم.


فهو يدرس ويعالج قضايا على أسس نفسية تستمد وجودها من معطيات باقي علوم النفس ذات الارتباط الوثيق به.. فعلم النفس الإداري يهتم بدارسة السلوك البشري في المجال الإداري دراسة علمية وذلك بقصد وصفه، وتحليله، وتصنيفه، وفهمه، وتفسيره، ومعرفة أسبابه ودوافعه وبواعثه، وضبطه والتحكم فيه، وتوجيهه، والتنبؤ بحدوثه في المستقبل، والتوصل إلى القوانين التي تحكمه فهو كغيره من العلوم يصف ويحلل ويصنف ويفسر الظواهر التي يدرسها ويحاول ضبطها والتحكم فيها.


إن ما يميز هذا العلم عن غيره من العلوم هو أن الظواهر التي يدرسها هي في مجموعها ظواهر حيوية نفسية اجتماعية تتعلق بالموظف
الإداري ككائن يعيش في مجتمع معين وبيئة معينة ويتفاعل في جزء من حياته اليومية في مجال معين هو مجال الإدارة.
فالظواهر التي يدرسها هي ظواهر حيوية لأنها صادرة عن كائن حي وهي ظواهر نفسية لأنها تتعلق بالنواحي النفسية لهذا الكائن من أفكار ومشاعر وأحاسيس وميول واتجاهات ودوافع وحاجات وانفعالات وما شابه. وهي ظواهر اجتماعية لأنها تحدث في إطار اجتماعي معين تتأثر به وتؤثر فيه وهذه الظواهر الحيوية والنفسية والاجتماعية التي يدرسها علم النفس بكافة فروعه هي ما نسميه بالظواهر السلوكية.


وإذا كان لعلم النفس الإداري ما يميزه عن بقية فروع علم النفس فهو أن الظواهر السلوكية التي يدرسها ترتبط بالمجال الإداري وبالعمليات والأنشطة الإدارية وبمعالجته الكثير من القضايا في المجال الإداري مثل اختيار العاملين والمرشحين للعمل الإداري وتوزيع من تم اختيارهم للعمل الإداري ووضع كل منهم في العمل الذي يناسب قدراته وإمكاناته وميوله ورغباته.
كما ويتميز بدراسة الأسباب والعوامل الداخلية والخارجية المؤثرة على سلوك العاملين ودرجة إنجازه للأعمال الموكلة لهم وكذلك دراسة العوامل المسببة للإجهاد المهني والغياب والتأخر عن العمل وتحديد أحسن الطرق لتنظيم العمل الإداري وتوزيع اختصاصاته على مختلف إداراته وأقسامه وعلى العاملين في هذه الإدارات والأقسام ومتابعة العمل وتقييم نتائجه ودراسة مختلف سبل وفرص التفاعل التي تتم داخل جماعة العمل ومختلف العوامل ذات التأثير الإيجابي والسلبي على تماسك الجماعة العاملة في المجال الإداري وكذلك دراسة الفروق الفردية بين العاملين في الأجهزة الإدارية.


ولكي ينجح القادة المشرفون الإداريون في مهامهم وفي توجيهم للعاملين لابد أن يكونوا على علم ودراية تامة بطبيعة وأبعاد العمل الذي يديرونه وبأصوله وأنسب الطرق والأساليب والوسائل لأدائه وتنفيذه وذلك حتى يكون تعليمهم وتوجيههم وتدريبهم لغيرهم ذا معنى وجدوى وينال القبول والثقة فيه من العاملين تحت قيادتهم وكذلك لابد لهم من الإلمام بطبيعة السلوك البشري وأسس تعديله وبمبادئ التعلم السليم وبأنسب الطرق والأساليب والوسائل للتعليم والتوجيه والتدريب..

مقتبس من مقال
للكاتب عبد الحميد عفانة"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق