الجمعة، 5 مارس 2010

كتاب إسباني يتهم الإعلام الغربي بتشويه صورة العربي المسلم


يشكل الإسلام مادة رئيسية للبحث العلمي والسياسي في العديد من المعاهد الغربية لا سيما بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، وإذا كانت أغلب الدراسات تقوم على التحذير واعتبار الإسلام "عدوا حقيقيا"، فإن دراسات تظهر بين الحين والآخر في الغرب نفسه تفند هذه الأطروحات كما هو الشأن مع كتاب صدر في إسبانيا بعنوان "ضد الإسلام".

ويقول الباحث بقسم دراسات البحر الأبيض المتوسط بجامعة مدريد مراد زروق للجزيرة نت إن "سقوط جدار برلين واعتداءات 11 سبتمبر/أيلول جعلت الإسلام موضوع دراسة وبحث في أهم الجامعات ومعاهد الدراسات الإستراتيجية في الغرب".

ويضيف أن هذه الدراسات كانت تعاني من مشاكل كالجهل باللغة العربية مما يستحيل معه الإطلاع على المراجع الضرورية لإنجاز دراسات في المستوى، علاوة على أن سياق الحرب على الإرهاب بعد عام 2001 لم يساهم في توفير أجواء هادئة لدراسة ظاهرة خطيرة وبالغة التعقيد كما هو الشأن بالنسبة لما يسمى بالإرهاب المنسوب لعدد من الحركات الإسلامية.

ويؤكد الباحث أن "هذه العوامل جعلت الهاجس الأمني يطغى على البحث العلمي، وبين الحين والآخر تذهب بعض النظريات إلى اعتبار الإسلام العدو الحالي والمستقبلي والطرف الآخر في صدام الحضارات".

لكن بين الحين والآخر، يحصل أن تصدر كتب في هذا الغرب ضد هذا التيار منصفة من الناحية العلمية وتزيل ثوب الإرهاب والتعصب عن الديانة الإسلامية وتعتبر أن معظم الأحكام المسبقة والجاهزة في الغرب عن الإسلام نتاج لعمل متعمد من طرف جهات في الغرب أكثر منه حصيلة جهل بالموضوع.

"ضد الإسلام"
ومن ضمن هذه الكتب التي صدرت مؤخرا كتاب يحمل عنوانا رئيسيا هو "ضد الإسلام" وآخر جانبيا هو "النظرة المشوهة للعالم العربي في الغرب" لمؤلفته لورا نافارو، وصدر في إسبانيا عن دار نشر ألموسارا القرطبية.

ومؤلفة الكتاب متخصصة في السمعي البصري وتعمل باحثة في برنامج "إعلام الأقليات" الممول من طرف الاتحاد الأوروبي، ولهذا فهي تنكب على دراسة صورة الآخر، وهي هنا صورة العربي المسلم في وسائل الإعلام الغربية.



محمد علي: لا أعتقد أن الغرب مستعد لمراجعة أفكاره عن الإسلام (الجزيرة نت)
يعتبر الكتاب أن الصورة الحالية المشوهة للعالم العربي في الغرب ليست حديثة بل نتاج تراكم معرفي خاطئ عن عمد أو حسن نية بدأ منذ ظهور الاستشراق في الجامعات الغربية وتفاقمها في الوقت الراهن بسبب ما تنتجه بعض معاهد الدراسات الإستراتيجية الغربية من نظريات وأفكار مقلقة.

علاوة على دور الإعلام في الغرب وتركيزه على ظواهر مثل الإرهاب المنسوب إلى الإسلام والهجرة وما تطرحها من إشكالية الاندماج والصدام الثقافي.

نافارو تعتبر أن الإعلام والسمعي البصري أصبحا عاملين رئيسين في تشويه صورة العربي المسلم.

وترى أن المشكل يكمن في مبدأ انتقائية الأخبار من طرف قنوات التلفزيون، حيث التغييب المتعمد لأخبار معينة واستحضار أخرى ومعالجتها خارج سياقها التاريخي والاجتماعي والسياسي وخاصة عندما يتعلق الأمر بالملف الفلسطيني.

وتحمل المؤلفة السينما جزءا من المسؤولية، وتبرز أنه من ضمن أكثر من 500 شريط سينمائي عن الإرهاب في تاريخ السينما أنتج 128 منها بين عامي 1918 و1988، في حين أنتج 372 بين سقوط جدار برلين وعام 2006 وأغلبها يركز على ما يصطلح عليه "الإرهاب الإسلامي".

وتستخلص نافارو أن الإعلام الغربي حاليا يزيد من الشرخ بين الشرق والغرب وأن الحل يمر أساسا عبر إعادة النظر في الخطاب الإعلامي للغرب ليكون واقعيا بعيدا عن الأحكام المسبقة.

إنصاف المسلم
وفي تعليق على مضمون الكتاب، يعتقد رئيس فدرالية الجمعيات الإسلامية في إسبانيا محمد علي في حديث للجزيرة نت أن "الكتاب ينضم إلى دعوات أخرى تطالب بإنصاف صورة المسلم في الغرب".

ولكن يبقى التساؤل –حسب رأيه- "هل هذا الغرب مستعد لمراجعة أفكاره؟" ويضيف مجيبا على تساؤله "لا أظن، لأن الغرب يعتقد أن أفكاره عن الإسلام والعربي أصبحت من المسلمات التي لا تناقش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أرشيف المدونة الإلكترونية