الثلاثاء، 9 فبراير 2010

من عجائب مكة المكرمة والكعبة الشريفة .....

الآيات البينات في الحرم المكي‏:‏
أولا‏:‏ توسط مكة المكرمة لليابسة‏:‏ وقد قام بإثبات ذلك الأستاذ الدكتور حسين كمال الدين‏(‏ رحمه الله رحمة واسعة‏)‏ وذلك في بحث قيم بهذا العنوان في أثناء تحديده لاتجاهات القبلة من المدن الرئيسية في العالم فلاحظ تمركز مكة المكرمة في قلب دائرة تمر بأطراف جميع القارات السبع التي تكون اليابسة‏.‏
فإذا كانت الأرض هي مركز السماوات السبع بنص الآية الكريمة التي يقول فيها ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ في سورة الرحمن‏:‏
يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان‏*(‏ الرحمن‏:33)‏

وذلك لأن قطر أي شكل هندسي هو الخط الواصل بين طرفيه مرورا بمركزه‏,‏ وأقطار السماوات علي ضخامتها تنطبق علي أقطار الأرض علي ضآلتها النسبية بحسب نص الآية الكريمة‏,‏ فلابد أن تكون الأرض في مركز الكون‏.‏
ويدعم هذا الاستنتاج ورود الإشارة بذكر السماوات والأرض وما بينهما في عشرين آية قرآنية صريحة‏,‏ ومقابلة السماوات بالأرض في عشرات الآيات القرآنية الأخري‏.‏
ويدعم هذا الاستنتاج كذلك ما روي عن المصطفي‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ من أقوال منها‏:‏
ــ كانت الكعبة خشعة علي الماء فدحيت منها الأرض‏.‏
ــ إن الحرم حرم مناء من السماوات السبع والأرضين السبع‏.‏

ــ البيت المعمور منا مكة ووصفه بقوله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ بأنه بيت في السماء السابعة علي حيال الكعبة تماما حتي لوخر لخر فوقها‏.‏
كل هذه النصوص تؤكد مركزية مكة المكرمة لليابسة أي الأرض الأولي‏,‏ ومركزية الأرض للسماوات السبع‏,‏ فالحرم المكي مركز بين السماوات السبع والأرضين السبع كما وصفه المصطفي‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏).‏

ثانيا‏:‏ انتفاء الانحراف المغناطيسي عند خط طول مكة المكرمة‏:‏
كذلك ذكر الأستاذ الدكتور حسين كمال الدين‏(‏ رحمه الله رحمة واسعة‏)‏ في بحثه القيم المعنون إسقاط الكرة الأرضية بالنسبة لمكة المكرمة والمنشور في العدد الثاني من المجلد الأول لمجلة البحوث الإسلامية الصادرة بالرياض سنة‏1396/1395‏ هـ‏(‏ الموافق‏1976/1975‏ م‏)‏ أن الأماكن التي تشترك مع مكة المكرمة في نفس خط الطول ينطبق فيها الشمال المغناطيسي الذي تحدده الابره الممغنطة في البوصلة مع الشمال الحقيقي الذي يحدده النجم القطبي‏,‏ ومعني ذلك أنه لايوجد أي قدر من الانحراف المغناطيسي علي خط طول مكة المكرمة‏,‏ بينما يوجد عند جميع خطوط الطول الأخري‏.‏

ثالثا‏:‏ ضبط اتجاه أضلاع الكعبة المشرفة‏:‏
الكعبة المشرفة مبنية بأضلاعها الأربعة في الاتجاهات الأربعة الأصلية تماما‏.‏ فضلعها الذي به المزراب والمطل علي حجر اسماعيل والذي يضم الركنين العراقي والشامي يقام في اتجاه الشمال الحقيقي‏,‏ ويقابله في اتجاه الجنوب الضلع الذي يضم ركن الحجر الاسعد والركن اليماني وضلعها الذي به الباب والملتزم والذي يضم كلا من ركن الحجر الاسود والركن العراقي يواجه الشرق تماما ويقابله الضلع الغربي الذي يضم كلا من الركنين الشامي واليماني‏.‏
وتحديد تلك الاتجاهات بهذه الدقة في زمن موغل في التاريخ كالذي بنيت فيه الكعبة المشرفة ينفي إمكانية كونه عملا بشريا‏.‏





رابعا‏:‏ الحجر الأسود من أحجار السماء‏:‏
روي أبي بن كعب عن النبي‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ أنه قال الحجر الأسود نزل به ملك من السماء‏.‏
وأخرج الإمام أحمد في مسنده عن ابن عباس‏(‏ رضي الله عنهما‏)‏ أن رسول الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ قال‏:‏ نزل الحجر الأسود من الجنة‏,‏ وهو أشد بياضا من اللبن‏,‏ فسودته خطايا بني آدم‏.‏


وحينما قرأ المستشرقون هذه الأحاديث النبوية الشريفة ظنوا الحجر الأسود قطعة من البازلت الذي جرفته السيول من الحرات المجاورة وألقت به إلي منخفض مكة المكرمة‏.‏
ومن أجل إثبات ذلك استأجرت الجمعية الملكية الجغرافية البريطانية ضابطا بريطانيا باسم ريتشارد فرانسيس بيرتون‏(RichardFrancisBurton)‏ جاء إلي الحجاز في هيئة حاج أفغاني وذلك في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي‏(1269‏ هـ‏/1853‏ م‏)‏ بهدف سرقة جزء من الحجر الأسود والفرار به إلي بريطانيا‏,‏ وبالفعل تم له ذلك‏,‏ وبدراسة العينة المسروقة ثبت أنها من أحجار السماء‏,‏ لأنها تشبه أحجار النيازك‏,‏ وإن تميزت بتركيب كيميائي ومعدني خاص‏,‏ وكان هذا الاكتشاف سببا في إسلامه‏,‏ وقد سجل قصته في كتاب من جزءين بعنوان رحلة إلي مكة‏(AJourneyToMecca),‏ وتوفي بيرتون في سنة‏1890‏ م‏/1308‏ هـ‏.‏


سادسا‏:‏ بئر زمزم آية من آيات الحرم المكي‏:‏
إن تدفق الماء من بئر زمزم علي مدي أكثر من ثلاثة آلاف سنة‏,‏ من قلب صخور نارية ومتحولة شديدة التبلور هو أمر لافت للنظر‏..‏ علي الرغم من طمرها وحفرها لعدة مرات‏,‏ ولم يعرف مصدر هذا الماء المتدفق إلي البئر إلا بعد حفر الأنفاق حول مكة المكرمة‏,‏ حين أدرك العاملون في حفر تلك الأنفاق أن الماء يتدفق من تشققات شعرية دقيقة تمتد لمسافات بعيدة خارج حدود مكة المكرمة وفي جميع الاتجاهات من حولها‏,‏ وهذه الملاحظة تؤكد وصف المصطفي‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ لهذه البئر المباركة بأنها نتجت عن طرقة شديدة وصفها بقوله الشريف‏:‏ هي هزمة جبريل وسقيا الله لاسماعيل لأن الهزمة في اللغة هي الطرقة الشديدة‏.‏
وبئر زمزم هي إحدي الآيات المادية الملموسة الدالة علي كرامة المكان ويصف رسول الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ ماءها بقوله‏:‏ خير ماء علي وجه الأرض ماء زمزم‏,‏ فيه طعام طعم وشفاء سقم وقوله‏:‏ ماء زمزم لما شرب له‏.‏

============

مختصر من مقال الدكتور‏:‏ زغـلول النجـار




التوقيع:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق