الأحد، 21 فبراير 2010
وفاة الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور
أبو جعفر المنصور
6 من ذي الحجة 158هـ ـ 7 أكتوبر 775م
المؤسس الحقيقي للدولة العباسية وثاني خلفائها وأقوى رجالها
الطاغية في ثوب ناسك
والملك في حال زاهد
أبو جعفر عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي
الملقب بالمنصور ( [ 1 ] )
وُلد في صفر سنة 95 هـ بالحميمة من بلاد البلقاء بالشام
فنشأ محبًا للقرآن والعلم الشرعي
وحضر مجالس العلماء
وروى الحديث
وأصبح من طلبة العلم الشرعي المعروفين في الشام
ولما بدأت أسرته تسعى للعمل الجاد من أجل قيام دولتهم وإسقاط دولة بني أمية
شد المئزر وشمَّر ساعد الجد واشترك بقوة في تشييد قواعد هذه الدولة
وقد بويع له بالخلافة بعد أخيه السفاح
فصار من أقوى من تولى هذا المنصب الخطير
وكان له جلالة ومهابة في القلوب والنفوس
كأنه الليث في مشيته
له عينان ثاقبتان كأنهما لسانان ناطقان .
لم يعرف المنصور لهوًا ولا لعبًا ولا راحة ولا تنعمًا
فلقد كان جادًا حازمًا زاهدًا في متاع الدنيا وهذا يرجع في الجملة إلى سلامة دين وصحة اعتقاد
كان يقسم يومه وليله لأمور الحكم وشئون الخلافة
ففي أول النهار يتصدى للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والولايات والعزل والنظر في مصالح العامة
فإذا صلى الظهر دخل منزله واستراح إلى العصر
فإذا صلى العصر جلس لأهل بيته ونظر في مصالحهم الخاصة
فإذا صلى العشاء نظر في الكتب والرسائل الواردة من الآفاق إلى ثلث الليل
ثم ينام إلى الثلث الأخير
ثم يقوم إلى قيام الليل حتى صلاة الفجر فيخرج ويصلي بالناس
ثم يجلس في إيوان الحكم .
واجه المنصور مواقف في غاية الصعوبة وشدائد وأهوالاً
فتصدى لها بحزمه وشدته وبطشه حتى كأنه لم يعرف العفو مطلقًا فلقد خرج عليه عمه
« عبد الله بن علي »
في أول ولايته ودعا الناس لنفسه فضربه بأبي مسلم الخراساني
ثم قضى على أبي مسلم الذي كان يتعالى عليه ويحتقره أيام أخيه السفاح
وكان المنصور لا ينساها أبدًا لأبي مسلم
ثم تصدى لحركة النفس الزكية
« محمد بن عبد الله بن الحسن »
وبنى مدينة بغداد التي كانت إحدى عجائب الدنيا وقتها
ورغم الثورات المشتعلة ضده ليل نهار
إلا إن الجهاد والغزو ما زال قائمًا ومستمرًا لم يتوقف أيام المنصور
وقد مات المنصور وهو في طريقه للحج في 6 من ذي الحجة سنة 158هـ ودفن بمكة .
والجدير بالذكر
أن المنصور كان معنيًا بتتبع الزنادقة والملاحدة وقتلهم وتطهير البلاد منهم
وقد أوصى خليفته ووله المهدي بنفس الأمر
فسار على درب أبيه ولعل ذلك من أعظم أعمال المنصور .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق