الأحد، 21 فبراير 2010

برنامج يعين على نجاح الزواج !

الحمد لله رب العالمين القائل

{ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }

( الروم : 21 )

والصلاة والسلام على من أُرسل رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحابته الغـر الميامين

ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين ..

اعلموا يا رعاكم الله أن الزواج آية من آيات الله الدالة على عظمته

وكمال قدرته ذلك أنه خلق لأجلكم من جنسكم

أيها الرجال

أزواجاً لتطمئن نفوسكم إليها وتسكن

وجعل بينكم محبة وشفقة

إن في خلق الله ذلك لآيات دالة على قدرة الله ووحدانيته لقوم يتدبرون ..

وهذه وصايا لمن أكرمه الله بهذه النعمة العظيمة ..

سـلامة النية

فالنية هي أساس الأمر ولبه ..

فبصلاحها يتحول العمل من عادة إلى عبادة

فليتفقا على أن يعقدا قـلـبـيـهـمــا على نية صالحة في زواجهما

بأن ينطلقا في حياتهما الزوجية من المنطلقات التالية :

أولا :

الاستجابة لأمر النبي صلى الله عـلـيه وسلم لـشـبـاب أمـتـه بالمبادرة إلى الزواج في مثل قوله

" يا معشر الشباب :

من استطاع منكم الباءة فليتزوج

فإنــــــه أغض للبصر وأحصن للفرج "

وكذلك احتـسـاب إحصان الفرج وغض البصر وإعفاف النفس

واحتساب أجر إقامة البيت المسلم

وفق منهج الله واحتساب إنجاب الذرية الصالحة التي توحد الله واحتساب تربيتهم التربية الإسلامية

لعل الله أن يخرج منهم من يحمل همّ هذا الدين

ويقوده إلى النصر والتمكين ..

فإذا عقد الزوجان قلبيهما على هذه النية

صارت كل لحظة من حياتهما الزوجية عبادة يؤجران عليها

فيا لها من أجور عظيمة !

ثانياً :

التعاون على الطاعة

بأن يحض كل منهما الآخر على عمل الخير ويشجعه عليه

قال صلى الله عـلـيه وسلم :

" رحم الله رجلاً قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته فصلت

فإن أبت نضح في وجهها الماء

ورحم الله امرأة قامت من الليل تصلي فأيقظت زوجها فصلى

فإن أبى نضحت في وجهه الماء " .

ثالثاً :

إقامة البيت المسلم والأسرة المسلمة وفق شرع الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم

فلا يُقْدِمان على خطوة إلا بعد أن يعلما حكم الله ورسوله فيها

فإن علماه لم يُقَدّما عليـه شيئاً أبداً :

عرفاً

أو عادة

أو هوى

ويستعليان بعقيدتهما

ويقفان بصلابة أمام التيار المضاد .

رابعاً :

بناء حياتهما على المحبة والرحمة والمودة والعشرة الحسنة

امتثالاً لأمر الله ورسوله .

خامساً :

لا تمنع المحبة والعشرة بالمعروف بين الزوجين من أن يكونا حازمين مع بعضهما في التربية والتوجيه

وخاصة من ناحية الزوج

فمحارم الله عز وجل لا مداهنة فيها

والتقصير في الأمور الشرعية لا يمكن السكوت عنه .

سادساً :

أن يكونا لبعضهما كما كان أبو الدرداء وأم الدرداء رضي الله عنهما

كانت إذا غضب سكتت واسترضته

وإذا غضبت سكت واسترضاها

وكان هذا منهجاً انتهجاه مــن يوم زواجـهـمــــا

ويا له من منهج حكيم

فكم من البيوت هدمت

وكم من الأسر انهارت بسبب غضب الزوجين معاً وعدم تحمل أحدهما للآخر .

سابعاً :

الزوجان بشر، ومن طبيعة البشر الخطأ والنقص

فإن وقع الخطأ والتقصير من أحد الزوجين في حق الطرف الآخر

إذا كان من الأمور الدنيوية

فعلى الطرف الآخر الصفح والعفو، فلا ينسى حسنات دهر أمام زلة يوم

وعليهما أن يغضا الـطــــــرف عن الهفوات الصغيرة مع التنبيه بأسلوب لطيف ليس فيه جرح للكرامة أو إهانة .

ثامناً :

المشكلات والعيوب والنقائــص تبقى بين الزوجين فلا يطلع عليها الأهل والأقارب

لأن هذه الحياة حياة سرية ولا بد أن تبقى بين الزوجين

فالغالب على هذه المشاكل أنها إذا خرجت عن نطاق الزوجين فإنها تتطور وتتعقد .

تاسعاً :

ينبغي أن يوضح الزوجان كل منهما للآخر من أول يوم أهدافه في الحياة على المدى البعيد والقريب

والوسائل التي يستخدمها للوصول إلى هذه الأهداف

فيكون لهما أهداف مشتركة يتعاونان عليها

كما يكون لكل منهما أهداف خاصة به

ولا بأس من أن يـطـلـع زوجه عليها لكي يساعده عليها

ولا يقف حائلاً بينه وبين تحقيقها .

ولن أنسى أن الزوجين المباركين إذا وضعا هذه الأسس نصب أعينهما

وسـجــلاها في ورقة يكون مع كل واحد منهما نسخة منها

بحيث تكون ميثاقاً بينهما يراجعانه بين الحين والحين

واتفقا بألا تكون هذه الأسس والمعالم حبراً على ورق

بل تـتـحــول إلى واقع يحاولان تطبيقه قدر المستطاع

ويذكر أحدهما الآخر بأن الـمـسـألــة صـعـبـة تحتاج إلى مجاهدة وصبر وتربية

وتعاهدا على المحاولة الجادة لـتـنـفـيــذهـا ..

فهذه معالم مباركات لكل زوجين وكل شاب وشابة مقبلان على الزواج

ينشدان السعادة الزوجية ..

والله الموفق .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق