السبت، 17 أبريل 2010

حوار شيق بين الماء والنار

حوار بين الماء والنار

الماء: هل سمعت أيتها النار عن المثل القائل (مهما سخن الماء فإنه يطفئ النار)

النار :نعم سمعت به.. لكن هل تظن أن هذا المثل المغمور يعطيك مكانة أكبر من مكانتي؟
أو يجعل لك قوة تفوق قوتي؟ أنت إذن تحلم.


- لماذا لا يكون الأمر كذلك حقا؟


لأن النار إذا عظم أوارها واشتد لهيبها لا يطفئها كل ماء الدنيا.


- اسمحي لخبرتي أن تعارضك فيما زعمت.


فإن لكل نار ماء يطفئها.


- فمطفئ نار الغضب!


- ماء الوضوء.


- ومطفئ نار الحسد!


- ماء الحمد.


- ومطفئ نار الفراق!


- ماء الصبر.


- ومطفئ نار الشوق!


- ماء الأمل.


- ومطفئ نار الوجع!


- ماء الشجاعة.


- ومطفئ نار الفتنة.!


- ماء الإيمان.

- كلا يا صاح.. النيران التي ذكرت لا يطفئها ماء لأن لهيبها يزداد كل ساعة وكل حين.


- النار موت والماء حياة، وليس في الدنيا حي يكره الحياة ويحب الموت.


الموت أكبر من الحياة.


- بل الحياة أكبر، وأرجى، وأبقى.


- كيف؟


- الحياة أكبر لأنها مستمرة مهما كبر الموت وتضخم. والحياة أرجى


لأن كل حي يرجو أن يعود للحياة حتى بعد الموت.


والحياة أبقى لأن نهاية العالم بعث وبقاء فلا موت في الجنة أو السعير.


- صدقت. لكن نار الخوف من الموت تستعر داخل كل حي لحظة بلحظة.


- وماء الرجاء يطفئها.

- أتعرف الفرق بيني وبينك؟


- نعم، لولا وجودك لما كان لي معنى ولا مكان.


- صدقت. ولولا وجودك لما كان لي نضال.


- نضالك من أجل بقائك، ونضالي من أجل بقاء غيري.


- لذلك أخسر حين تكون أنت خصمي.


- وهل يحن إليك أحد؟


نعم، فبرد الانتظار تدفئه نار الحدث، وبرد الحديث تذكيه نار الجدل،


وبرد الود تسعره نار الشوق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أرشيف المدونة الإلكترونية