الأربعاء، 14 أبريل 2010

مقابرنا مملكات صامتة

السلام عليكم

عذرا إخواني وأخواتي فهذا الموضوع يتحدث عن الموت والموتى والروح

فإن كنتم ممن لا يحبذون قراءة هكذا مواضيع فتوقفوا هنا


أحيانا يدفعنا الفضول إلى أن نقوم بأفعال هي أقرب إلى التطفل منها إلى الاستكشاف ولا أظن أنني أستفرد بهذا النوع من الفضول فأنا أرى كثيرين يمارسون هذا التطفل ولكن في صمت
يدفعني هذا الفضول الغريب كغيري من الناس أحيانا إلى أن أحضر عملية حفر القبور حتى أتعرف كيف تتم وحتى أرى ما بداخلها ربما كي أتصور كيف سأبدو أنا عندما يتحول جسدي إلى رميم

يدفعني هذا الفضول أيضا كغيري إلى مشاهدة المتوفى وهو على المغتسل وكيف يقلبه الغاسل يمينا ويسارا ربما أيضا حتى أتصور كيف سأبدو وأنا في وضع كوضعه

من الأمور الغريبة التي استوقفت عندها وبعد مشاهدتي لعدة مشاهد من هذا النوع هي أنه إذا كان المتوفى شيخ عجوز فإن ملامحه تبدوا عادية جدا

أما إذا كان صبيا أو شابا فأرى ملامحه تشبه إلى حد كبير ملامح إنسانا في حال الحياة ولكن بحالة غبن وكأني أتصوره قد مات وهو يقول ( يا رب لم أشبع من دنيتي بعد) أي أنه شعر بحتمية موته ولحظتها فتغبن ثم مات وبقيت ملامح الغبن مرتسمة على وجهه

ترانا دائما وهو سلوك أو شعور عفوي فينا نستعيد شريطا من الذكريات عن حياة كل متوفى لحظة وفاته خاصة إذا كان هذا المتوفى شخصا قريب أو صديق أو كانت لنا مواقف معينة معه


الروح

هي سر من أسرار الله لا يعلم به لا نبي ولا وصي نبي

نحن لا نرى الروح ولكننا نستشعرها في حركاتنا وسكناتنا وفي تفكيرنا وضحكنا وفرحنا وبكائنا وألمنا لأن ما يقوم بكل ذلكم هي الروح وليس الجسد, فالجسد لا يمثل سوى وعاء لها

يمكننا أن نستشعرها حين نتعرض لشتيمة أو إهانة مثلا ففي حالات كهذه فإن آلام الشتيمة أو الإهانة تطال الروح وليس الجسد

نستشعرها أيضا من خلال حرارة في أشواقنا عندما نحب مثلا أوفي حدة معاناتنا عندما نفقد عزيزا علينا فكل هذه الأشواق والمعانات هي في حقيقتها تلامس أرواحنا وليس أجسادنا

كما نعلم جميعا أن الروح لا تموت ولكنها عندما تفارق الجسد أين يكون مصيرها

لا نريد أن نتوه بعيدا فليس هدفي من طرح الموضوع هو أن أخوض في الأمور الروحانية مثل مرحلة البرزخ أو الحساب والجزاء ووو

نحن فقط نريد أن نتعرف على مصير الروح بعد الموت

لقد قرأت وبحثت في بعض الكتب والإنترنت علني أجد جوابا شافيا أو مقنعا يكون منسجما مع ما نقوم به من أفعال مثل تلقين الموتى وزيارة قبورهم وهذا لا يعني أنني أشك ولكنها زيادة يقين

وقد اطلعت على كثيرا من الآراء ولكنني أخيرا استوقفت عند بعض الآراء حيث كانت منطقية وموضوعية نوعا ما كما أراها وقد يكون للآخرين رأيا مغايرا

هي تتلخص في الآتي

تظل الروح متعلقة بالبدن من بدء الخلق وحتى يوم البعث وما بعد البعث ولا تفارق البدن أبدا

تعلقها به وهو جنين, ثم في الحياة الدنيا ومنها أيضا في حالات النوم, ثم في مرحلة البرزخ, ثم في مرحلة البعث

إلى هنا والآراء متفقة ولكنها تختلف هنا

مثلا الرأي الأول يقول أن عودة الروح إلى صاحبها بعد الموت هي عودة عارضة لا تشبه حال الاستقرار في الحياة ولكن يبقى صاحبها أشبه بحال النائم وبعدها هو يرى إما نعيمه أو جحيمه على هيئة أحلام فإما أحلام سعيدة أو كوابيس مزعجة وهذا هو صفة عذاب البرزخ

أما الرأي الثاني فيقول بعودتها ولكنها تبقى على شفير القبر أي قبر صاحبها

فتبقى الروح تمثل شخص صاحبها بمعنى أن صاحبها يرى زوار قبره ويستمع إلى أحاديثهم ويتعرف على أهله أومن كان يعرفهم في الحياة الدنيا وهو أيضا يتعرف على أصحاب الأرواح الآخرين في المقبرة.

من خلال هذه النظرية نقول تصور مثلا لو أنك قمت بزيارة قبر أحدهم وقرأت الفاتحة على روحه ولم تقم بزيارة جاره فإن هذا الجار الآخر المتوفى سوف يستشعر ذلك الجفاء منك

إذً هذه النظرية تعنى أن الموتى يرون قبورهم لا كما نتصور
شخصيا أميل إلى الرأيين معا ولكن أميل أكثر إلى الرأي الثاني للأسباب التالية

كان الرسول الأعظم إذا دخل مقبرة كان يقول ( السلام عليكم أيتها الأرواح التي حلت بهذا الفناء) ولا نعتقد أن الرسول يفعل ذلك عبثا كما لا نعتقد أيضا أن الأرواح لا ترد على تحية رسول الله

أيضا تلقين الموتى لم يأتي عبثا فلو لم يكن الميت يسمع ويعي لما يقال لكان ذلك العمل يعد عبثا

يقولون أيضا أن الميت يسمع ويرى ولكنه يكون عاجزا عن الحركة ولذلك الناس وعلى اختلاف عقائدهم ودياناتهم يغمضون عينيه إذا كانتا مفتحتين ويصمون آذانه أي أن الروح تخرج من بدنه ولكنها تستقر في عينيه وآذانه ولكن بصورة مغايرة

فيقال أن الميت يسمع عويل الباكين عليه ويراهم لو كانت عينية مفتحتين وهو كذلك يسمع صوت أواني الغسل وحديث المغسلين وصلاة الناس عليه ولكنه يبقى عاجز عن الحركة و يرى كل ذلك مثل الحالم في منامه

إذً مقابرنا وأرواحنا ليست سوى مملكات صامتة

أخبرا لا نقول إلا كما قال الله (ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا(

سبحانك يا رب أنت علام الغيوب

دمتم بخير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أرشيف المدونة الإلكترونية