الثلاثاء، 9 فبراير 2010

الحب دافع نحو الحياة

الحب عاطفة العقل.. وهناك من يريد أن يفرغ تلك المفردة الكبيرة (الحب) من مضمونها، ويريد تصويرها على إنها عاطفة ( هوى ).
فبالحب تتشكل كثير من الاحاسيس وتتضمن، وأيضاً تنتظم وتستقيم بقية العواطف.
فأول الحب هو حب الله للانسان، وحب الانسان نحو الله.. خالقه ومنشئه وموجده من العدم. تلك العلاقة العمودية الصاعدة بسمو الانسان في إتباع التعاليم الالهية وعبادته الخالصة خارج حدود الخوف، بل الرغبة في القربة، الاخلاص بها بإتباع تفاصيها الدقيقة ( الطاعة في الحب، والحب في الطاعة ).

ويأتي في الدرجة الثانية، حب الانسان للقيم والمثل العليا السامية والتي بها يصون كرامته وعزته ويترفع بها عن ضيق الوادي المفضي لحب النفس ( الأنـــا ). وان الحب يشحذ القدرة على حب الآخرين، ولهذا الحب الموجود بداخلهم ويقودهم نحو عطاء تلقائي يشعرهم بحب العطاء نفسه.

ثم في الدرجة الثالثة، ( حب الانسان المطلق لوجود الانسان ) باعتباره شريكاً ومكملاً له في مسيرته، فيمد جسور لاتنفك من ( الـوّد ) والذي هو أدنى من الحب للآخرين بإعتبارهم نظرائه واقرانه.

الحــب دافــــع..

فعندما يكون الحب دافع نحو التعامل في العلاقة العمودية ( والتي هي مع الله ) أو العلاقة الافقية ( مع الناس وكل ماهو حوله من مخلوقات ) وتكون تلك التعاملات خالية من المصلحة والتبادل النفعي، فإن ذلك الحب يؤدي الى استقرار النفس وسكينتها وهدوءها وإتزانها، وتلك هي اولى الانعكاسات المباشرة داخل النفس، وهي آثار تغلغل الحب في خلايا النفس والإرادة، وتبرز حالة الصفاء والراحة وتكون دافعاً قوياً الى حد كبير جداً لأنها نابعة من الداخل.

الحــب ضــرورة..

ربما يتساءل البعض.. هل ان الحب ضرورة؟
نعم ان الحب ضرورة من اجل استقامة التحكم بالعواطف، وتناغم اداءها.

الحــب قـــوة..

ليس الكل قادراً على فهم الحب، والتعامل بحب مع شبكة العلاقات مع المحيط، فالقلوب المريضة تضيق بها مساحة الحب الرحبة والغير متناهية، ولا تسعه حسب القاعدة القائلة ( لكل وعاء متسع ). مع ان القلوب ليست مستودع الحب - كما يصور البعض - لكن خفقان القلب ينبيء بتشكل مشاعر في داخل النفس. فمكان الحب هو العقل وتفاعلات الروح مع الحب ومع ما / من نحب.
وان الحب عطاء، وقدرة عليه، فيصبح بعد حين ( إيثـــار ) وهو نوع من تفضيل من نحب على أنفسنا، وهذا رقي وسمو بالحب وتنافس في العطاء.

الحــب عـــلاج..

إن ( حب الآخرين ) وحب ما حولنا علاجاً وقائياً من عدة أمراض أهمها ( حب الذات ) وتصغير الآخرين وتجاوزهم وتجاوز حدود مساحة حرية الآخرين، وان الحب ينفي الغرور والنظر الى ( الــذات ) من خلال مكبر الصورة أو المرآة الخادعة التي تضخم الذات وتشوهها بالانتفاخ الزائف.

الحـــب التـــزام..

الحب يعطي الثقة بالنفس واحترامها، والإعتداد بها، ومعرفة موقع النفس عند الآخرين.

الــوِّد: مِنَ المودة، وهو التعامل برفق ولين الجانب، وعكسه الفضاضة والجلف.
وقــــد يكون للحب.. [ معانـــي اُخرى ]..

فهلا شاركتني برأيك عــزيزي القاريء الكريم.. ولك كل الاحتــرام وجل التقــدير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أرشيف المدونة الإلكترونية