الاثنين، 15 فبراير 2010

لماذا نقرأ سورة الكهف كل جمعة؟


يوم الجمعة هو يوم الراحة، ويوم مراجعة أعمال الأسبوع،

وكذلك هو يوم محاسبة النفس عن تقصيرها، وهو اليوم الوحيد الذي يرتاح فيه المسلم كما أنه عيد المسلمين الأسبوعي، وقد حثنا رسولنا الكريم على قراءة (سورة الكهف)

كل جمعة وبين لنا ثواب هذا الفعل بأنها تكون سببا في إنارة ما بين الجمعتين للقارئ

وأعرف كثيراً من العائلات تجتمع يوم الجمعة لقراءة سورة الكهف، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه:

لماذا هذه السورة بالتحديد يوم الجمعة؟ وما السر الذي بها؟ ولماذا تكرارها كل جمعة؟

والجواب على ذلك:

أن المتأمل في هذه السورة يجد فيها تكراراً كثيراً لكلمة {الذين آمنوا وعملوا الصالحات}

سواء من خلال الآيات أو القصص المذكورة، والإنسان عندما يأخذ إجازة عن العمل يحب أن يقرأ عن العمل حتى يجدد نشاطه ويقيم عمله ،

ثم إن ليس كل عمل يقبل ولهذا ضرب الله لنا في سورة الكهف قصة أصحاب الكهف الذين اكتفوا بإيمانهم وانسحبوا من أرض العمل وأعطوا لأنفسهم إجازة عن العمل لإصلاح المجتمع فاعتزلوا الناس لكثرة فسادهم

وقصة أخرى ذكرت في السورة تبين إتقان العمل عند الكافر وخصوصاً في قصة صاحب الجنة فإنه قد زين الجنة ونسقها ورتبها وصف النخيل بها بطريقة جميلة فأعجب بعمله.

فقصة أصحاب الكهف منهج خاطئ في العمل حيث استغنى الشباب عن إيمانهم بالعمل، فهم مؤمنون ولكن من غير سعي وعمل، وقصة صاحب الجنة الذي لديه عمل وسعي ولكن دون إيمان وهو منهج خاطئ كذلك.

أما القصة الثالثة
فهي قصة (ذي القرنين) الذي جمع بين الإيمان والسعي والعمل، وبلغ أطراف الدنيا، وساعد القوم من خلال منهجية فريق العمل وبناء الفريق على الرغم من قوته حتى يربيهم على العمل لبناء السد ليقيهم من شر يأجوج ومأجوج.

فتخيل معي الآن وأنت مجتمع مع عائلتك وأبنائك في يوم الجمعة

وتقرأ معهم نماذج في العمل عبر التاريخ من خلال القصص الثلاثة فتربيهم على النموذج الصحيح وهو الجمع بين (السعي والإيمان) مثل ذي القرنين،
وتحذرهم من نموذج أصحاب الكهف الذين آمنوا وتركوا السعي،
أو صاحب الجنة الذي سعى ولا إيمان لديه، ولهذا فإن سورة الكهف تختتم بآيات تحذر من (سوء العمل وضلال السعي )

قال تعالى: {قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا، الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا} ونلاحظ هنا التركيز على {الأخسرين أعمالا} وكذلك على {ضل سعيهم}.

والآن عرفنا لماذا نقرأ سورة الكهف كل جمعة،
ولأن يوم الجمعة قبل ذلك كله هو يوم خلق آدم عليه السلام ويوم وفاته ويوم أنزل إلى الأرض وفيه تقوم الساعة،

وفيه ساعة لو دعا فيها العبد ربه يستجاب له.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أرشيف المدونة الإلكترونية